بيان صادر عن شبكة الأكاديميين والفنانين الفلسطينيين الكنديين

الفلسطينيون باقون ولن يتم افناؤهم

تعبر شبكة الأكاديميين والفنانين الفلسطينيين الكنديين عن استنكارها للتجاهل العارم للصدمة والحزن الذي يمر بهما المجتمع الكندي الفلسطيني في هذا الوقت الحرج. ان المؤسسات الرسمية الكندية قد تغافلت حق الشعب الفلسطيني في التحرر وتقرير المصير والانتماء الى الأرض كما هو منصوص عليه في قرارات الأمم المتحدة، وكما تم التأكيد على هذا الحق في عدد لا يحصى من قرارات الأمم المتحدة. ويأتي هذا التغافل، الذي يصعب استيعابه، أمام أكثر من 75 عامًا من الفصل العنصري، و56 عامًا من الاحتلال العسكري، و17 عامًا من الحصار

إن شبكة الأكاديميين والفنانين الفلسطينيين الكنديين تدين فشل الحكومة الكندية ورفضها لالتزاماتها تجاه اتفاقية جنيف الرابعة: حيث يتوجب على أطراف هذه الاتفاقية الالتزام بحماية الشعوب المحتلة والامتناع عن نقل مدنييهم إلى الأراضي المحتلة. ولا يجوز تشجيع إخفاء فشلهم في استخدام روايات “الهجوم غير المبرر.” ان مثل هذه الروايات، تفتقر الى أي سياق، وتستخدم أيضًا كحجة لرفض الحكومة للعمل وفقًا لسياستها الخارجية المعلنة بشأن الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي غير الشرعي

ان كندا في ثنائها ودعمها الحالي لـلحق المزعوم “لإسرائيل في الدفاع عن نفسها”، توفر الغطاء لإسرائيل في قصفها التعسفي للمستشفيات والمدارس والجامعات، وحرمان 2.3 مليون شخص من الطعام، والماء، والوقود، والكهرباء. وفقا لكلمات فرانشيسكا ألبانزي (المقررة الخاصة لدى الأمم المتحدة بشأن وضع حقوق الإنسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967)، ان دعم التجويع المتعمد للمدنيين كأحد أدوات الهجوم الواسع والمُمنهج على السكان المدنيين يثير قلقًا كبيرًا لأنه يشكل ارتكاب جرائم حرب وربما جريمة ضد الإنسانية. ان تاريخ كندا في توفير الغطاء والحماية لإسرائيل للإفلات من العقوبات يتضمن عدم الاعتراف بأن إسرائيل تفرض نظام للفصل العنصري على سكان أصليين بعد النتائج التي توصلت اليها منظمات حقوق إنسانية دولية كبرى بذلك. ان الفصل العنصري هو جريمة ضد الإنسانية

ان تكرار القول بأن دولة كهذه لديها الحق في الدفاع عن نفسها لا يجعل هذه الجريمة تختفي ويتحول الامر الى ادعاء بأن الدولة لديها الحق في ارتكاب الجريمة. بالمثل، تكرار القول بأن حماس هي منظمة إرهابية لا يؤدي الى اختفاء الأسباب الجذرية للعنف ويصبح الامر ادعاء بأن إسرائيل لديها الحق في عنف دولة لا حدود له، بل يؤدي الى إرهاب الدولة، بينما يتم التنكر لحق الفلسطينيين كشعب محتل في المقاومة المسلحة والتي يشرعها القانون الدولي. ان إعادة تكرار شعار الإرهاب يؤدي الى التغطية على تاريخ وعمق ومدى الجرائم والفظائع الإسرائيلية: 75 عامًا من المجازر، والتعذيب، وكسر العظام، والقصف الجوي الكثيف، والقصف بالفوسفور الأبيض، وهدم مخيمات اللاجئين، والاغتيالات المستهدفة، والهجمات الليلية، واعتقال الأطفال، والعقوبات الجماعية وهدم المنازل، وتفريغ النفايات السامة في الضفة الغربية المحتلة، وتقييد دخول المواد الغذائية، وتسميم الآبار، وسرقة المياه ومصادرة الأراضي. كل هذا يشكل محطات في تكوين الدولة الإسرائيلية التي تبعت تدمير 500 بلدة وقرية في عام 1948، واقتلاع وتشتيت أو القضاء العنيف على ثلثي الشعب الفلسطيني؛ كانت النكبة الافتتاحية الأولى التي لا تزال مستمرة

ان قمع ورقابة الاحتجاجات، ووسم العلم الفلسطيني بانه رمز للإرهاب، وازدياد التشهير والمضايقات والإساءة للطلبة الفلسطينيين ولأعضاء هيئة التدريس الفلسطينيين في الحرم الجامعي الكندي، والتي يتم اشعالها باتهامات باللاسامية، كل ذلك أسهم بنقل المعلومات الخاطئة وشجع الأكاذيب التي تمثل نواة المشروع العرقي الاستعماري للدولة الإسرائيلية. اننا نخشى ان يتحقق مشروع إسرائيل في الإبادة الجماعية إذا لم يتم وقف المشروع الهادف إلى القضاء على السكان الأصلانيين واستبدالهم والاعتراف بآثار هذا المشروع وتصويب آثاره